لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
محاضرة في السعيرة
4064 مشاهدة
الحث على التعلم

.. وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. لا شك أن واجبنا وواجب كل مسلم عظيم الواجبات التي تجب علينا، والتي كلفنا بأن نعمل بها ونطبقها واجبات كبيرة.
فمن عمل بهذه الواجبات آجره الله تعالى وأثابه، ومن تكاسل وتثاقل فإنه حري أن يعاقب وأن يناله العذاب الأليم -والعياذ بالله-.
فنقول: إن الله تعالى أخرج الإنسان إلى هذه الدار إلى هذه الدنيا وهو جاهل، ولكن أمره بأن يتعلم وبعد التعلم أن يعمل ويطبق، فصار عليه واجبات كبيرة، فمنها التعلم الذي أمر الله به قال الله تعالى: وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ أي: لتتعلموا، فأعطانا السمع والبصر والفؤاد، وأمرنا بأن نزيل الجهل الذي نحن عليه حين خرجنا من بطون أمهاتنا، فالسمع نستمع به النصائح والعلوم, والقلب العقل والفؤاد نفقه به ونفهم ما يقال وما حولنا، والبصر نقرأ به ونكتب، وكلها مما يستعان به على نيل العلم وعلى التفقه في الدين، فكان من واجبنا أن نتعلم ما ينفعنا، نتعلم ما ينفعنا في الدين وما ينفعنا في الدنيا، ولكن نهتم بأمر الدين الذي هو حق الله تعالى علينا.