لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
shape
محاضرة في السعيرة
6776 مشاهدة print word pdf
line-top
الحث على التعلم

.. وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. لا شك أن واجبنا وواجب كل مسلم عظيم الواجبات التي تجب علينا، والتي كلفنا بأن نعمل بها ونطبقها واجبات كبيرة.
فمن عمل بهذه الواجبات آجره الله تعالى وأثابه، ومن تكاسل وتثاقل فإنه حري أن يعاقب وأن يناله العذاب الأليم -والعياذ بالله-.
فنقول: إن الله تعالى أخرج الإنسان إلى هذه الدار إلى هذه الدنيا وهو جاهل، ولكن أمره بأن يتعلم وبعد التعلم أن يعمل ويطبق، فصار عليه واجبات كبيرة، فمنها التعلم الذي أمر الله به قال الله تعالى: وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ أي: لتتعلموا، فأعطانا السمع والبصر والفؤاد، وأمرنا بأن نزيل الجهل الذي نحن عليه حين خرجنا من بطون أمهاتنا، فالسمع نستمع به النصائح والعلوم, والقلب العقل والفؤاد نفقه به ونفهم ما يقال وما حولنا، والبصر نقرأ به ونكتب، وكلها مما يستعان به على نيل العلم وعلى التفقه في الدين، فكان من واجبنا أن نتعلم ما ينفعنا، نتعلم ما ينفعنا في الدين وما ينفعنا في الدنيا، ولكن نهتم بأمر الدين الذي هو حق الله تعالى علينا.

line-bottom